تراب عم يمشي

لقد اتضح لي، بما لا يقبل الشك، أن الشاعر المرحوم إيليا أبو شديد قد سبقني بسنوات إلى القول : تراب باقي تراب وتراب عم يمشي.. لذلك، واعترافاً بحقّه في الأولوية، أهدي إلى روحه الطاهرة هذه القصيدة:
ـ1ـ
مِتْلِ الصَّخِرْ بِتْكُونْ يَا إِنْسَانْ
وْمِتْلِ الْوَرَقْ بِتْصِيبَكْ الرَّعْشِه!!
كلِّ الْخَلِيقَه الْـ خَالِقَا الدَّيَّانْ:
تْرَابْ رِجْعِ تْرَابْ.. وِتْرَابْ عَمْ يِمْشِي
ـ2ـ
خَافْ رَبَّكْ لا تْخَافْ النَّاسْ
شُو بْتِنْفَعَكْ هَـ الأُبَّهَه.. دَخْلَكْ
وْإِنْتْ لَوْ بِتْدُوقْ مِرّ الْكَاسْ
بِتْصِيرْ تِضْحَكْ عَ زِغِرْ عَقْلَكْ
ـ3ـ
تْيَابَكْ جْدِيدِه وْجِسْمَكْ مْوَسَّخْ
وْشَكْلَكْ حلُو مْنِ بْعِيدْ يَا إِنْسَانْ
محْتَال إِنْتْ.. وْعَقْلَكْ مْلَطَّخْ
بْإِشْيَا بَعدْ مَا بْيَعْرِفَا الشَّيْطَانْ!!
ـ4ـ
لا تِرْكَع تْصَلِّي لإِله الْكَوْنْ
وْمِلْيَانْ قَلْبَكْ بِالْحِقدْ عَ النَّاسْ
وْظِلْمَكْ ـ إِذَا بْتِظْلُمْ ـ يَا رَبّ الْعَوْنْ
بْتِدْبَح طفل مِنْشَانْ تِشْرَبْ كَاسْ
ـ5ـ
مُشْ كل صَلا بِتْطَلّعَكْ لَفَوْقْ
حَتَّى وَلَوْ صِلَّيْتْ لَيْل نْهَارْ
وْشُو نَفْعَك تْصَلِّي بْقِلِّةْ ذَوْقْ
وِعْيُونْ عَمْ تِقْدَحْ لَهِيب وْنَارْ؟!
**